السبت، 24 مارس 2018


                              البهرة خلال احتلال كريتر
د/ مجيد جميل ثابت


       كان اليوم هو الخميس ال٢٢ من رمضان، الموافق ٩ يوليو من العام ٢٠١٥، وكان هو اليوم ١٠٦ من الحرب واليوم ال٢٩ لانقطاع الكهرباء بشكل تام عن كريتر( عدن القديمة) والتي كان الماء كذلك مقطوعاً عنها لليوم السابع على التوالي!!!

كان البهرةُ صامدين في المدينة التي أحبوها والتي حكمها أجدادهم مع أغلب اليمن، لقرابة المائة١٠٠ عام، والتي شكّلوا جزءاً من نسيجها المتآلف.
كان عدم نزوح البهرة من أحد أسباب صمودنا وبقائنا في كريتر، وكانت محلاتهم مفتوحة وتبيعنا بالأسعار القديمة، ولم يعملوا على استغلالنا كما كان يعمد البعض بحجة الحرب.

كنا نجدهم مع أسرهم على الجسر في صيرة، حيث كنا بالكاد نلتقط شبكات الجوال لنتواصل مع أهلنا وأحبائنا. كانوا جميعاً صغاراً وكباراً بشوشين رغم الحرب، ولم نرَ  أو نسمع أن لهم علاقة بالحوثة، فمن الجهل بحقائق التاريخ والمذاهب، أن  نربط البهرة بالحوثة والأئمة والاثني عشريين، الذين عملوا على تكفير البهرة عبر التأريخ.

قصف الطيران مدرسة فيوتشر كيدز( منزل المناضل فضل محسن) لاحتمال وجود الحوثة فيه، وكان منزل فدا علي( البهري) أمام تلك المدرسة، وأصيب بأضرار بالغة.

توفيت زوجة فدا علي (رحمة الله عليها)، بشظية أصابتها بمقتل، وأصيب هو بشظايا كثيرة، كانت إحداها -وهي كبيرة- في رأسة أفقدته الوعي لفترة من الزمن.

لم نحزن على ذلكم المصاب، فهو من قدر الله، ولكن كان حزننا عندما أتى تجار الحروب (وهم من الجنوبيين وللأسف)، -بعد النصر، وتحرير عدن- ليتهموا البهرة أنهم حوثة!! لا لشيء إلا لينهبوا أموالهم وبيوتهم وسياراتهم...
لن نطيل عليكم، فقصص الاختطافات والتنكيل والتهجير التي أصابت البهرة بعد انتصار المقاومة لا تُخفى على أحد...
١٦/يونيو/٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق