السبت، 24 مارس 2018

أشهرُ عَشْرِ (١٠) كذباتٍ في العامِ ٢٠١٦ في عدن




٢٠١٧/١/٢ الاثنين


رصد: د/ مجيد جميل ثابت




ساهم العديد من المسؤولين الجنوبيين وكذا عددٌ من الصحف والمواقع الالكترونية الجنوبية في نشر العديد من الكذبات الكبرى التي تمس حياة الناس في عدن.

كانت تلك الشائعات والأكاذيب تصدر أحياناً بشكل تصريحات رسمية من أفواه مسؤولين كبار، وفي أحيان أخرى تخرج إلينا من صحف صارت مشهورة بعد الحرب، وكذا في مواقعها الإلكترونية. أما البعض من تلك الشائعات فكانت تُصاغ بأقلام ركيكة تدفع بها إلى شبكات التواصل.



في العجالة التالية نستعرض لكم أهم وأكبر تلك الكذبات مع ذكر مصادرها:


١-) إكرامية القطاع المدني:

في السابع من فبراير خرجت لنا
صحيفة الأمناء وموقعها الإلكتروني بخبر وصول إكرامية مرتبات التحالف لموظفي القطاع المدني، أسوة بالقطاع العسكري، وذلك وفقا لمصدر مسؤول- كما صرحت به- والذي قال: إن التعزيزات قد وصلت يوم أمس وإنه سيتم صرفها الأسبوع القادم!!

الحقيقة:
 أنه لم تصل أية تعزيزات مالية ولم يتم صرف ريالاً واحداً للموظفين المنكوبين!!


 ٢-) ٤٠٠/٢٠٠ ميجا لعدن:

كانت هذه أشهر الكذبات التي تم تداولها في عدن وقبل شهر رمضان المبارك، وذلك لغرض تخدير الشارع العدني، وتخفيف الضغط على المحافظ والحراك الجنوبي، الذي لم يحرك ساكنا تجاه أزمة الكهرباء، التي أضحت كابوساً يؤرق مضاجع أبناء المدينة، في ظل انطفاءات تجاوزت العشرين ساعة في أيام كثيرة.
كان لموقع عدن تايم وصحيفته، الموالية للإمارات، وكذا للوزير هاني بن بريك دور الريادة في ترويج هذه الأكذوبة الكبرى، حيث أقسم بن بريك الأيمان بأن مشكلة الكهرباء ستُحل قبل رمضان!!

الحقيقة:
أتى رمضان ومضى ولم نرَ في عدن لا ال ٢٠٠ ولا ال ٤٠٠ ميجا!! ورأينا بدلا منهما (٥٠) ميجا فقط عبارة عن مولدات قديمة مجددة بطلاء أتت إلينا من الإمارات، وهي نفس المولدات السابقة التي خرجت من عدن سابقاً!!




٣-) مركز دولي يرشح اللواء عيدروس لنيل لقب أشجع جنرال عسكري في الشرق الأوسط!!!:

ووفقا لصحيفة نمساوية، فقد تم تداول خبر نشره موقع العالم اليوم، يشير إلى أن اللواء الزبيدي، مرشح من ضمن أربعة جنرالات عالميين!! لنيل لقب أشجع عسكري في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يعد كذبة كبرى؛ إذ لا وجود لصحيفة نمساوية مثل تلك التي قيل عنها أنها نشرت ذلك الخبر، ولا وجود لأي ترشيح للزبيدي لمثل ذلك المنصب. ويبدو أن ذلك الخبر من صنع مطابخ عفاش التي تخلق البلبلة بين الجنوبيين.



٤-) ٧٠٠ ريال لتعويض خسائر دفعة واحدة من مشتقات النفط

وبعد منتصف العام وحدوث أزمة في توفير المشتقات النفطية بين شركة النفط والتاجر العيسي، قامت شركة النفط ممثلة بمديرها عبدالسلام الزبيدي، برفع سعر دبة البنزين ٧٠٠ ريال فوق السعر الرسمي، زاعمة أن هذه الزيادة هي وقتية، وربما تكون لبضعة أسابيع، وذلك لتعويض زيادة السعر التي قام بها التاجر العيسي بسبب الغرامات التي فرضت على شحنة الوقود لتأخرها في الميناء، وعلى أن يعود السعر عند انتهاء الشحنة.

الحقيقة:
لم تكن تلك الزيادة إلا وسيلة نهب منظم مارسها أطراف السلطة القديمون واللاحقون، والغرض منها ملء البطون والحصول على مصدر إيراد لا ندري إلى أين يورد!!حيث كانت الأطراف المحسوبة على الزمرة تزايد على عبدالسلام وعيدروس أنهم يسرقونها، ووعدوا أنهم سيلغونها...ومرت الأشهر وإلى يومنا، ومدير عبدربه الجديد في النفط ( بن حدور) لم يحرك ساكنا لإلغاء هذه الزيادة غير القانونية التي يتقاسمها رجال السلطة من عرق أبناء عدن.



٥-) مفاجآت سوف تعلن عنها الإمارات:

في تحريف لخبر أذيع من تلفزيون أبوظبي قال فيه المذيع: (والذي يبدو أنه من أصول يمنية، وقاله في حالة انتشاء) أن هناك مفاجأة سوف تعلنها الإمارات في ال٢٢ من مايو، ووفقاً لذلك، فقد صرح موقع الأمناء وبحسب مصادره الخاصة، أنه وإضافة إلى إعلان  استقلالية البنك المركزي في عدن في ال٢٢ من مايو، فسوف يكون هناك التالي:
- مجلس قيادي للجنوب ولمدة عامين!!
- البدء بمرحلة الإعمار بتعويضات مباشرة!!
- ستعلن الإمارات تكفلها بتسليم كافة موظفي الدولة شمالا وجنوبا إكرامية شهر رمضان!!
- الإعلان عن إطلاق شركة هاتف وإنترنت.....

الواقع:
لم يحدث شيء من تلك الأمنيات والوعود العرقوبية.


٦-) الزبيدي يعلن البدء بتدشين إعمار عدن:

في منتصف يوليو أعلن المحافظ الزبيدي البدء بتدشين عملية إعمار عدن، من خلال تصريحه للصحافة، وأثناء اجتماعه بمسؤولين في المحافظة، أنه يدشن  المرحلة الأولى التي تشمل إعادة إعمار المباني الأكثر تضررا الخاصة بالأسر الأكثر فقراً.

الواقع:  انتهى العام ولم يحدث أن تم البدء بإعادة إعمار أي منزل لفقير أو لغني، ومايزال من تضررت منازلهم مشردين، وإلى يومنا هذا.


٧-) حسين عرب: سيتم إضافة ٦٠ ميجا:

حدث أن أعلن نائب رئيس الوزراء، وفي خضم الأزمة والانقطاعات المستفحلة، أن هناك ٦٠ ميجا ستضاف بشكل عاجل للشبكة.

الواقع: لم يتم إضافة ٦٠ أو حتى ٦ ميجا للشبكة بعد هذا التصريح، وانتهى الصيف ودخل الشتاء والشبكة الكهربائية بنفس القدرة التوليدية السيئة بعد إضافة ٥٠ ميجا إليها، والتي كانت قبل هذا الوعد.


٨-) مجلس الوزراء: وقرار إنشاء محطة ١٥٠ ميجا:

كان بن دغر ومجلس وزرائه في نهاية شهر سبتمبر قد أقر بناء محطة توليدية بقدرة ١٥٠ ميجا، ثم حدث أن تقلصت هذه القدرة إلى الإعلان عن إنشاء محطة ستنتج ٦٠ ميجا فقط، وهي هبة من دولة قطر. ولاندري أين ذهب قرار مجلس الوزراء لإنشاء محطة بقدرة ١٥٠ ميجا!!!


٩-) قناة الإخبارية السعودية، والوعود السلمانية:

أسخف الكذبات في مواقع التواصل كانت برسالة تنم عن الضحالة الثقافية واللغوية لكاتبها والتي تحمل مضمونا استخفافيا بأبناء عدن، وكان مضمونها: أن العاهل السعودي يأمر بصرف مليارين ونصف ريال سعودي للبدء بعملية إعادة إعمار عدن، وتعويض الجرحى فيها، وكذا صرف الرواتب...إضافة إلى استئجار باخرة توليد كهرباء بقدرة (٩٠٠) ميجا!!! من شركة هولندية تحمل اسما فكاهيا.

الحقيقة: الخبر كله مفبرك، ومن صياغة إما شخص مسطول أو مستهبِل، لأن قناة الإخبارية لم تبث خبرا كهذا، في تلك الفترة، وبقيت عدن شهرين لم ترَ شيئا من الوعود السلمانية المذكورة.


١٠-)  زيادة الرواتب ٢٠٪:

كان لموقع وصحيفة عدن الغد الاسهام في خاتمة ما أظن أنه سلسلة الأحلام والأوهام العدنية والجنوبية واليمنية. ففي خبر تفرد به الموقع والصحيفة ونقلاً عن مصادره الخاصة، فإن زيادة قدرها ٢٠٪ ستحل على رواتب موظفي الدولة ابتداء من شهر يناير في عامنا الجديد هذا ٢٠١٧م!! إلا أن ما ظهرت من أرقام في جدول الدرجات الوظيفية المرفقة مع الخبر، يجعلنا نشك في الخبر؛ فالموقع تحدث عن زيادة ٢٠٪ وربما أكثر منها قليلاً، ولكن القائمة  الجديدة تجاوزت فيها زيادة الرواتب ال١٠٠٪ لتصل إلى ٢٠٠٪!! وليس ٢٠٪.

راتب شهر يناير سيكذّب أو يصدّق خبر الصحيفة، الذي لم نجد له تأكيد من أي جهة رسمية يمنية.


الخلاصة:

بالطبع هناك العديد من الكذبات والوعود الكاذبة الأخرى التي  انتشرت وأُطلقت على مدى العام؛ ومنها ماكان متعلقاً بوصول المائتي (٢٠٠) مليار ريال من روسيا ونشر أخبار وصور كاذبة عبر موقع عدن لنج، إضافة إلى أخبار القبض على الخلايا التي لا حصر لها ولا نهاية، إلا أن ما يهمنا في الأمر أنه:

 (مرَّ عامٌ سيءٌ آخر على عدنَ، وبقيةِ محافظاتِ الجنوبِ، وهو لم يخلُ من الكوارثِ والأحزانِ والآلامِ، بل إنها تضاعفت حدتها وازاداد الوضع سوءاً، وتدهورت كافة مجالات الحياة، وتم التضييق في الأرزاق؛ فلا رواتب أو معاشات في وقتها، ولا حركة تجارية منتعشة أو عودة للحياة إلى طبيعتها. بل ازداد الرعب والخوف، واستمرت الاغتيالات والتفجيرات، وأُغلقت لأجل ذلك طرقاتٌ كثيرةٌ، وتم محاصرة أحياء وإغلاق شوارع رئيسية، تحت مسمى الهاجس الأمني، الذي فلتت منه الكثير من أعمال التفجير، ولم نسمع إلا جعجته وغاب عنّا طحينه.)


نأمُل أن يكون عامنا الجديد عاماً تتجدد فيه المفاهيم، و يقل فيه الكلام، ويكثر فيه العمل الجاد المثمر، وتتحسن فيه الأحوال إجمالاً.

هناك تعليق واحد: