السبت، 24 مارس 2018

      صباح الحصار والبلاليع 





٣٠ مارس ٢٠١٦م

بقلم: د/ مجيد جميل ثابت


       في كلِ يومٍ دأَبْنا أن نبتدئ أحبابنا بعبارات التفاؤل المختلفة: صباح الفل، صباح الورد، صباح المسك، صباح جميل....إلخ من تلك الأمنيات الجميلة التي تتوق أنفُسُنا لأن يكون صباحنا ويومنا كذلك.


أخرج بسيارتي من بيتي الواقع في حينا المحاصر( القطيع) صباحاً، باحثاً عن شيء من تلك الروائح العبقة التي تمنيتها وتمناها لي الآخرون، فيقابلني سيل من طفح للمجاري ينساب على طول شارع العيدروس، ليجد مجرىً له أمام المجمع الصحي للقطيع، فيغمر كل الشارع أمامه!! فلا يستطيع من يبتغي الشفاء في المجمع إلا أن يدوس بقدميه هذه المجاري فيدخل بقاذوراتها إلى داخله!!.


بعد تحرير كريتر لم يعد هنالك من مجال لي في أن أتفادى المرور في هذا الطريق؛ فالمنفذان الآخران واللذان مازالا مفتوحين من منافذ القطيع يمر من أمامهما كذلك سيل المجاري!!


لحي القطيع سبعة منافذ للدخول والخروج منه، أضحت أربعة منها مغلقة؛ واحد هو ذلك الذي يمر بجانب الهجرة والجوازات، وآخران بجانبي البنك المركزي، ورابع هو مدخل عمارة الطيب التي قُصفت أتناء هجوم الحوثة على كريتر.


تسبب هذا الإغلاق والحصار للقطيع بالضرر العظيم للسكان ولطالبي الرزق، وبازدحام شديد أمام البنك المركزي صباحا نتيجة توقف سيارات زبائن البنك على قارعة طريق العيدروس.


في مدينتي كريتر ( عدن) يعاني  كثير من السكان أيضاً من حصارات مشابهة؛ فهاهم سكان البيوت المقابلة لملعب الحبيشي والمحلات التجارية هناك لا يستطيعون الولوج بالسيارات، من  الطريق الذي أمامهم، لأسباب لا تبدو وراءها أي منفعة أمنية ناجعة، سوى السير قُدُما في مسلسل التضييق و التنفير لسكان ومرتادي كريتر، ومثلهم أيضاً يعاني سكان الرزميت وطلاب مدرستي باكثير والبيحاني من إغلاق للشارع من بدايته!!!


لا يقل سوءاً حظ أولئك السكان والتجار الذين يقطنون في منطقتي صيرة وحقات، فقد أضحت الأخيرة منطقة غير مرغوب السكن فيها، لماذا؟! لأن حظ هؤلاء السكان أن الأقدار أتت لهم برئيس البلد ونائبه ومن معهما من قوات الإمارات ليسكنوا في معاشيق!!
لقد صار لزاما على هؤلاء الساكنين أن يمروا بصمت من بين تلك المتارس التي لم تعرف عدن لها مثيل ( إلا في الفترة الأخيرة، فترة الرعب من القاعدة وداعش) وصار عليهم أن تُفتَّش أغراضهم وينظر إليهم بعين الريبة في كل دخول وخروج لهم!!


أخبرني أحد سكان حقات عن سوء المعاملة هناك، وكيف أن المنطقة المؤدية إليها من أمام نادي التلال ومن مدخل صيرة أصبحت منطقة رعب، وكيف أن الإماراتيين والشرعية، قاموا بإغلاقها بعد أن تسببوا بخراب البيوت والمحلات التجارية هناك، نتيجة التفجير الأخير، بوضعهم نقطة عسكرية أمام منازل الناس ومحلاتهم التجارية، وعدم احترام حرمة هذه الأماكن، وكيف أن هؤلاء تنصلوا من مسؤولية التعويض تجاه أولئك السكان والتجار،  وتجاه ضحايا التفجير الذي حدث بسبب هذه النقطة، ووصف لي ماحدث من إغلاق للمحلات التجارية هناك وما تم من تشريد للأسر من مساكنهم المدمرة، وحرمان أصحاب المحلات التجارية من مزاولة أنشطتهم وقطع أرزاقهم بإغلاق المنطقة، وجعلها منطقة أشباح.


إنني أوجه دعوة هنا بلسان أولئك أجمعين، إلى الحكومة وإلى الإماراتيين: إن مثل هذه الأمور لا تجوز ولا يرضاها عقل أودين، فالتسبب بإضرار الآخرين والإفلات من تعويضهم، ليس من خُلُق  أصحاب المروءات، وإن هؤلاء المظلومين إن صمتوا ولم يجدوا باباً للإنصاف والتعويض فسيتوجهون بدعائهم إلى من اسمه: (العدل واسمه الحكم) ليقتص لهم ممن تسبب في ظلمهم من شرعية ومن إماراتيين، وإن دعوة المظلوم لابد أن تصيب الظالمين ولو بعد حين.


كما أوجه دعوة لمدير المديرية الأستاذ خالد سيدو أن يتدارس مع المعنيين الجدوى الحقيقية من إغلاق أربعة منافذ لحي القطيع، و إغلاق غيره من الشوارع والأحياء في كريتر، وإنني على ثقة أن كثيرا من ذلك الإغلاق قد تم بصورة لا تمت إلى الحس الأمني بصلة وإنما هي مزاجية المتسلطين، ورعب المرعوبين.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق