السبت، 9 يوليو 2011

وقفة صدق


وقفة صدق

       هنا وفي اليمن؛ من عمل بقصد أو بغير قصد، على خلق روح من النقمة، بل وربما قد أذكى روح الجاهلية الأولى في قلوب مواطني هذا البلد، هؤلاء المواطنون الذين كانوا في يوم فرحين مستبشرين بهذه الوحدة التي أضحوا يرونها استعمارا وحكامها محتلين!!

      ولم يدفع سكانَ الجنوب لهذه المشاعر، وردة الفعل القوية منهم، إلا نظرةُ الاستعلاء المتشربة في أجساد حكام صنعاء التي ينظرون بها إلى الآخر ويتصرفون معه وفقها!!

       لقد رأيت في نبرة إخواني الجنوبيين شيئاً من حمية الجاهلية الأولى، تبدت لي من خلال مصطلحات ينبغي للمسلم الحق أن يترفع عنها، كأن نحصر القول في: (دم الجنوبي على الجنوبي حرام)!!!

     نعم إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، ولكن: كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه...


       نحن لا نريد أن نكون كمن أفتى وهو عالم بكتاب الله!! بحل دمنا نحن الجنوبيين  متبعا هواه وشيطانه!!


       إن المسلم هو من يحرص على أن يحقن دماء جميع المسلمين لا أن يستبيحها تحت أي مبررات شيطانية ..


       الكل نظاما وحراكا مطالبين بالوقوف وقفة صدق مع النفس لمراجعتها ومحاسبتها على ما اقترفت وتقترف تجاه الآخر؛ فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون..

       لا نريد الانزلاق أكثر وراء حماستنا أو ضغائننا؛ فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكن متسامحا مع جماعة دون أخرى؛ إنما كانت سماحته لتعُمَّ كل أعدائه، الذين أصبحوا أكثر محبيه!!

      لا نريد أن نرتكب أخطاء، نأتي بعد زمن نلوم أنفسنا على ارتكابها، كما لمناها على كثير من أخطاء الماضي القريب...

      لابد أن نكون منصفين وموضوعيين في نظرتنا للأمور وأحكامنا على الآخرين..

      وعلى الحاكم الذي يستقوي ويستعلي على أبناء شعبه الضعفاء، أن يدرك أن الشعوب  لاتسوقها الدبابات أو الأطقم، ولم نسمع ذات يوم أن القلوب قد استمالها أوملكها شخص بالقوة..

      إنما هو اللين مع المستضعفين والقوة والحسم مع الظالمين وإن كانوا من المقربين!!

     إن الله لينصر الدولة الكافرة بعدلها ويهزم ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ..

والظلم ظلمات يوم القيامة...