الخميس، 18 فبراير 2021

إلى الدكتور السعدي مع التحية (ذكرياتٌ بمعيَّةِ قامةٍ علميةٍ)

إلى الدكتور محمد السعدي مع التحية

(ذكرياتٌ بمعيَّةِ قامةٍ علميةٍ)






كُنْتَ وماتزال منذ عرفناك- في مستشفى عدن العام- كتلة من النشاط والحيوية، وسبّاقاً في كل أمر يخص العلم والعملية التعليمية... 



أتذكّرُ تلك اللقاءات الصباحية الـ  meetings، في قسم الباطنة مستشفى عدن، قبل أكثر من عشرين عاما نهاية التسعينيات- والتي كنّا نَسعَدُ فيها بأن نكون بمعيتك؛ ليس لنستعرض حالات المرضى حديثي الترقيد فحسب، ولكن لتتم أيضاً مناقشة مواضيع كاملة في أمراض الباطنة المختلفة، يتم تحديدها مسبقا من قبلكم؛ لنطّلعَ من خلالها على آخر مستجدات العلم بشأن هذا المرض أو ذاك، في وقت كان الإنترنت مايزال في بداياته عندنا، وكان يصعب علينا أن نطلع على آخر ما استجد من معلومات، فكنا نجد كماً من المعلومات نرفد به ذخيرتنا العلمية، من خلالكم أنت و ثلة الاختصاصيين الرائعين في المستشفى.



ولايزال يحضرني الجهد العظيم الذي بذلتموه لتدشين أول مؤتمر علمي لطب الباطنة في مستشفى عدن العام نهاية التسعينيات- والذي انعقد في المستشفى نفسها، وكان تتويجاً رائعاً للجهودالعلمية المميزة في هذا المجال حينها، والذي تلاه في العام التالي؛ عقدكم للمؤتمر الثاني لطب الباطنة أيضاً، و في فندق عدن، ليكون رافداً مستمراً للعمل الأكاديمي في المستشفى والمحافظة بأحدث المعلومات و ما توصلت إليه آخر الأبحاث حينها...



أتذكر كذلك كيف كان لك ولفريقك الرائع قصب السبق في البدء باستخدام عقّار الستريبتوكيناز Streptokinase على إحدى حالات الاحتشاء القلبي MI ، كأول حالة يتم استخدام هذا الدواء لها، في المستشفى والمحافظة. وأتذكر كَمَّ القلق الذي كان ينتاب الكل، والمتابعة المستمرة و الدقيقة لحالة المريض، والتّحسن الدراماتيكي الذي حدث له، ومدى الفرحة التي انتابت المريض وانتابتنا بإذابة الجلطة، وتعافي المريض.



وأتذكر كيف كان لكم الدور الفعال عندما كنتَ نائباً للمدير في المستشفى نفسها في تأسيس غرفة الــ Post ICU، والتي عملتُ فيها أنا بمعية الدكتورة الرائعة خديجة أمان وزملاء آخرين، لنقوم بمتابعة الحالات المحالة من وحدة الـ ICU، بعد استقرارها هناك، لنجهزها للخروج من المستشفى.



وما أزال أتذكر دعوتك لي، مطلع العام 2000، لحضور محاضراتك في الـ ECG في مستشفى الجمهورية، لتؤكد مدى حرصك واهتمامك بتزويد تلاميذك بكل جديد، ولتحريك المياه الراكدة فيهم دوما...



و بعيداً عن الجانب العلمي، وفي مجال الأدب والفنون؛ كم كان يسعدني اهتمامك باللغة العربية، وإلمامك بكثير من دقائقها، وكأنك أحد خبرائها، ومثلها حبك للشعر وإجادتك له، وهو ما توجته لنا في رائعتك الأخيرة: نشيد مؤتمر جمعية القلب...



وأخيراً، وليس بأخير بإذن الله، هاهي ذي هذه التظاهرة العلمية العظيمة، تُختتم في يومنا هذا (المؤتمر الثاني لجمعية القلب)، والتي جمعتَ فيها هذا اللفيف من أعظم أطباء القلب وغيرهم، في عدن وأغلب محافظات الجمهورية، ليقوموا فيها بتزويد الحضور بالجديد والممتع مما توصلت له آخر الأبحاث وخبراتهم العملية.  



سر إلى الأمام ترعاك عين الله، وبارك الله في كل جهد تقدموه لنا في هذه المحافظة.



د. مجيد جميل ثابت

عدن ١٨ فبراير ٢٠٢١

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق